منهج الخطيب الشربيني في الاستدلال بالقواعد والضوابط الفقهية وعنايته بها في كتاب الإقناع

الملخص

تهدف هذه الدراسة الى بيان المقصود بالقواعد والضوابط الفقهية، وإبراز مكانة الخطيب الشربيني ومنزلة كتابه الإقناع وأهميته في المذهب الشافعي، وإظهار منهج الخطيب الشربيني في كتابه الإقناع في الاستدلال بالقواعد والضوابط الفقهية. وتقوم منهجية هذه الدراسة على اتباع المنهج الوصفي والمنهج التاريخي. وقد توصلت الدراسة إلى نتائج عدة، أهمّها: أن الخطيب سلك في كتابه الإقناع منهجا علميا صحيحا يدل على غاية دقته في بيان المسائل الفقهية ومناقشتها، وسعة علمه، واعتنى فيه اعتناءً كيبرا في الاستدلال بالقواعد الأصولية والفقهية، ولم يكن غرضه من الاستدلال بالقواعد جمع شتات المسائل الفقهية فحسب، بل يذكرها في معرض الاستدلال لمسألة معينة بناءً للأحكام الفقهية عليها وتعليلا لها، أو تأكيدا للفروع وتقويتها، وأحيانا يستدل بها في معرض بيان أسباب الخلاف. وكذلك يكثر الخطيب من ذكر الضوابط الفقهية حتى يسهل على طلبة الفقه ضبط فروع كثيرة لا حصر لها، ولم يكن غرض الخطيب من الاستدلال بالضوابط إلا تسهيلا للطلبة على الحفظ والضبط للمسائل الكثيرة والفروع المتناثرة، وليس تعليلا للأحكام الفقهية ابتداءً. ويوصي الباحث بمزيد من الاعتناء بكتاب الإقناع والبحث في منهج مؤلفه فيه، لا سيما المنهج الأصولي للخطيب الشربيني كبحث مستقلّ مع مراجعة كتابه في الأصول المسمى بالبدر الطالع. وكذلك يوصي الباحث بدراسة معمقة لمؤلفات الخطيب كمغني المحتاج وغيره دراسة فقهية وأصولية.